موسوعة تاريخ العراق بين احتلالين - ج ٣

عباس العزاوي المحامي

موسوعة تاريخ العراق بين احتلالين - ج ٣

المؤلف:

عباس العزاوي المحامي


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: الدار العربيّة للموسوعات
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٣٩

والأوصاف الأخيرة من الظلم والقسوة ، وعدم التمسك بدين ذكرها مؤرخون عديدون ...

قال في المنهل الصافي :

«... عاد إلى تبريز في جمادى الأولى سنة ٨٢٣ ه‍ فمرض بها ومات في ٤ ذي القعدة .. وأراح الله الناس منه ، نسأل الله أن يلحق به من بقي من ذريته ، فإنه هو وأولاده الزنادقة الكفرة كانوا سببا لخراب بغداد وغيرها من العراق وهم شر عصبة ، لا زالت الفتن في أيامهم ثائرة ، والحروب قائمة إلى يومنا هذا ، وطالت مدتهم بتلك البلاد التي كانت كرسي الإسلام ، ومنبع العلم ومدفن الأئمة الأعلام ، وقد بقي إلى الآن من أولاده جهان شاه بن قرا يوسف صاحب تبريز وغيرها ، والناس على وجل لكونه من هذه السلالة الخبيثة ، النجسة فالله يأخذه من حيث يأمن ...» ا ه.

قرا يوسف ـ زوجته :

وجاء في جامع الدول أنه «كان شجاعا مقداما» جرت بينه وبين عسكر الأمير تيمور عدة معارك وحروب ، فاستولى على عراق العرب ، وأخرج منه صاحبه السلطان أحمد الجلايري ... ولما هرب من تيمور ثانية قبض عليه وعلى السلطان أحمد في دمشق وحبسا ... وكان أمير أمرائه پير عمر بيك يحصل شيئا من سقاية الماء فيصرفه في مؤنة صاحبه قرا يوسف والسلطان ، ثم انتسب پير عمر إلى خدمة الأمير شيخي نائب دمشق ... وفي أثناء ذلك بلغ نائب دمشق أن زوجة قرا يوسف معها قطعة من اللعل لا يملكها أحد من الملوك ، فطلبها منها فأنكرتها ، فأمر النائب المذكور بعقابها فقالت سرا للأمير پير عمر بيك أن اللعل معي بين خلال شعري ، فأوصلها بعد هلاكي إلى زوجي ، ثم أمرها زوجها قرا يوسف بدفعها إلى النائب المذكور وتخليص نفسها من العقاب ففعلت

٦١

وتخلصت ، فولد لقرا يوسف جهان شاه في مدرسة ماردين لأنه هرب من دمشق ، ووصل إلى ماردين فأكرمه صاحبه للحقوق السابقة بينهما. ولما عاد تيمور من الروم ولى العراق لحفيده ميرزا أبي بكر بن ميرانشاه وأرسله إلى بغداد وأمده بحفيده الآخر ميرزا رستم بن عمر شيخ ، فساروا وقاتلوا قرا يوسف قرب الحلة ، وقتلوا أخاه يار علي بن قرا محمد ، فانهزم قرا يوسف منهم فهرب إلى مصر قبض عليه وعلى السلطان أحمد .. بأمر الأمير تيمور وحبسهما فولد لقرا يوسف في المحبس ولد سماه پير بوداق ، فتبناه الجلايري ، وبقيا في الحبس إلى أن وصل خبر وفاة الأمير تيمور إلى صاحب مصر فأطلقهما ... (وقد فصل حوادثه بعد ذلك وقال :) فاستولى قرا يوسف على جميع أذربيجان ، واجلس ابنه پير بوداق على سرير من ذهب ، وجعله سلطانا وخطب له لأجل أن السلطان أحمد كان قد تبناه ، وكان قرا يوسف يقوم بين يديه ... ولا يجلس بدون الإذن والإشارة منه ، وأمر أن يكتب على الفرامين والمناشير بهذه العبارة (پير بوداق يرلغندين أبي النصر يوسف بهادر نويان سوزميز) ... (ثم ذكر وقائعه مع السلطان أحمد وخارج العراق وقال) وتوفي في أوجان يوم الخميس ٧ ذي الحجة سنة ٨٢٣ ه‍ ... وكان عمره (٦٥) سنة ومدة سلطنته ١٤ سنة وأياما. وكان شجاعا مقداما ، مظفرا في حروبه ، جوادا ، لا يجتمع في خزانته أموال قط لفرط جوده وبذله ...» ا ه. وفيه يشاهد أن تاريخ الوفاة مختلف فيه ... وهنا قصة زوجته مما تلفت الأنظار فقد تفادت له ، وأبدت أخلاقا عالية في سبيل نفعه ولو بتقديم حياتها في مرضاته ... كما أن التنديد به من جراء ما وقع من حروب وانتهاك حرمات فذلك شأن كافة الملوك والأمراء آنئذ ... ولعل السبب في توجيه النقد عليه من جراء أنه وأمثاله من التركمان قد ازعجوا مواطنهم ، والأقطار المجاورة بما أحدثوه من زعازع وحروب وكل واحد منهم يأمل أن يكون هلاكو أو تيمور ...! فكان ضررهم أكبر من

٦٢

أولئك ، فلم تقف أمورهم على حرب فيذهب البؤس بعدها .. تتكرر كل حين والناس في اضطراب وارتباك ... كل يوم فزع وتشوش ...! وإلا فالمؤرخون الآخرون يرون أوضاعه اعتيادية كأمراء زمانه ...

قال في أحسن التواريخ : «كان موصوفا بالعدل والإنصاف ، وبالكرم والرأفة وبمكارم الأخلاق ويمتاز بنعوت كثيرة ، وخصال عديدة ، وكان في كافة أوامره ونواهيه يراعي خوف الله ... والناس في هذه الحالة على دين ملوكهم ، سلكوا نهجه ... ودأبه الوقيعة بالظالمين ، ورعاية المظلومين ، وسعيه مصروف لتكثير الزراعة ، واستمالة الزراع ، وله خيرات ومبرات ، وانعامات على الجيش ، ديدنه تحسين حالة الموقوفات وقاعدته من عدل ملك ومن ظلم هلك. وله حروب كبيرة ...» ا ه.

وقال العيني : «كان من جملة التراكمة الرحالة في بلاد المشرق ، فترقت به الأحوال إلى أن ملك تبريز وبلادها ، وبغداد وماردين وغير ذلك ...» ا ه (١).

وله ترجمة في الضوء اللامع (٢) ولا نرى ضرورة لا ستنطاق مؤرخين عديدين ... وهذا يكفي للتعرف ، والمتضرر يتكلم بما مر من النقد والذم ، والمشاهد ينطق بما ذكر من المدح ... والكل صادق فيما بين ، والرجل قد ضر ونفع ، وقتل وأحيا ... أو جمع بين النقيضين ... وما جرى ما جرى إلا لأن القوات متوازنة بين الأمراء المعاصرين ولم يطفح كيل أحدهم ليتمكن ويعيش الأقوام براحة ... وبوفاته تفرق أولاده ، وانحلت المملكة ، وكاد يقضى عليها لو لا أن تداركها خلفه الأمير اسكندر ... والتفاوت في نعته بالظلم والقسوة ، والعدل والرأفة كبير. والكل متفق على أنه شجاع جواد ... ويعد من الأعاظم لو لا أن المجال ضيق ، والحكومات

__________________

(١) عقد الجمان.

(٢) الضوء اللامع ج ٦ ص ٢١٦.

٦٣

٦٤

المجاورة لم تذعن له وأبدت عين ما أبداه وقابلت شدته بمثلها ...

ملحوظة :

كاتب ديوانه (أبو يزيد). وهذا كان قد تدرب به يعقوب شاه بن أوسطا علي الأرزنجاني وكان ابن أخ زوجته ... انتقل يعقوب شاه مع عمته إلى الديار المصرية وكان يعرف ألسنة عديدة ، وتقدم بمصر (١) ...

حوادث سنة ٨٢٤ ه‍ ـ ١٤٢١ م

سلطنة الأمير اسكندر :

كانت وفاة قرا يوسف قد ولدت ارتباكا وانحلالا ، فدهش القوم لموته ، وتفرقوا أيادي سبأ ... ومن ثم توجه شاه رخ إلى تبريز للاستيلاء عليها بلا مانع ولا صاد. أما أسپان فقد ذهب إلى بغداد ، وكذا جهان شاه. ومضى أبو سعيد إلى جصان. أما الأمير اسكندر فقد كان من الشجعان المشهورين ، لم يبلغ مرتبته أحد من رجال طائفته ، فلم يستكن ، اجتمع إليه إثر وفاة والده أكثر أصحابه ، وولوه عليهم بكركوك وحينئذ ذهب إلى شاه رخ ، وقاتله يوم الاثنين ٢٧ رجب هذه السنة. (وفي الغياثي كان ذلك سنة ٨٢٥ ه‍) في موضع يقال له (يخشي) من حدود اشكرد (وفي الغياثي بأوج كليسا) ، دامت الحرب بينهما يومين كاملين وقتل من الطرفين خلق كثير. وفي اليوم الثالث انهزم الأمير اسكندر إلى جهة الفرات ، ومن هناك حول عزمه إلى أنحاء ماردين حذرا من هجوم عثمان بيك ، فسار هذا لقتاله ، وصار معه كوكجه موسى مع قوم (دكر) (٢) في حين أن أخته كانت تحت الأمير اسكندر. ولما التقى الجمعان قرب

__________________

(١) الضوء اللامع ج ١٠ ص ٢٨٠.

(٢) بضم الدال. وفي الشرفنامة «هم من الأكراد في خراسان ، وإن الشاه طهماسب فوض الإمارة عليهم إلى شخص يدعى شمس الدين». راجع ص ٤٢٤.

٦٥

ماردين شاهد كوكجه كثرة جيوش الأمير اسكندر ، فانحرف من عثمان بيك وعاد إلى ناحية الأمير اسكندر ومعه أصحابه من قوم دكر ، فاستمر القتال نحو ٢٥ يوما فعظم جمع اسكندر وضعف جيش عثمان ، وجرح في المعركة ، وكاد يؤسر لو لا أن أنقذه ولده علي بيك (والد حسن بيك الطويل) ، فثبت حتى انتصر ..

أما شاه فإنه بعد الفتح عاد إلى خراسان ، وعند ذلك رجع الأمير اسكندر إلى دار ملكه تبريز ، فجلس على سرير حكمها ، واستولى على أذربيجان .. ومن ثم ابتدت حوادث أيامه ، وطالت الحروب بينه وبين شاه رخ وسائر المجاورين ، وغالبها مما لا يخص العراق ، فلا نتعرض لها إلا قليلا.

هذا وقد مكث جهان شاه وأسپان في بغداد إلا أن جهان شاه لم يطل مقامه فيها وإنما غادرها بعد مدة ، فمضى إلى تبريز (١) ...

أحوال العراق :

من تاريخ الاستيلاء على بغداد إلى هذه الأيام كانت الأمور ساكنة هادئة ، ولم يكدر الصفو إلا ما جرى بيانه من استصفاء أموال الوالي محمد شاه ... وفي خلال هذه المدة كان العراق مستقلا بإدارته ، وليس له علاقة مباشرة في المعمعات التي قام بها السلطان قرا يوسف وأولاده إلى أن توفي ... ومن ثم ثارت الفتن ، وكثر الشغب على محمد شاه ... وكانت سلطة بغداد آنئذ لا تتجاوز بغداد والمواطن القريبة منها في غالب أحوالها ...

__________________

(١) جامع الدول ج ٢ ، ومنتخب التواريخ ص ١٨٠ والغياثي ص ٢٦٧ و ٢٧٣.

٦٦

السلطان أويس يهاجم بغداد :

في مستهل سنة ٨٢٤ ه‍ هاجم السلطان أويس بن شاه ولد الجلايري بغداد عازما على اكتساحها ، وكان قد ولي الإمارة في تستر (شوشتر) سنة ٨٢٢ ه‍ إثر وفاة أمه دوندي ولما سمع بوفاة الأمير قرا يوسف ، طمع ببغداد ، وسار إليها ، فوصل إلى باب البلد ، فضرب أصحابه الباب بالدبابيس. وشاه محمد بقي محاصرا لم يأذن بالحرب. وكان ذلك في أواسط المحرم من هذه السنة ...

وفي هذه الأثناء توجه الأمير اسكندر إلى أنحاء العراق هربا من الجغتاي جيش (شاه رخ) فوصل إلى أطراف كركوك واتفق ذلك مجيء السلطان أويس ، فلما علم بذلك خاف من الأمير اسكندر فرجع إلى ششتر (١).

وهناك نصوص أخرى جاءت مؤيدة إلا أنه جاء في أحسن التواريخ أن الأمير جهان شاه سارع لنصرة أخيه شاه محمد ، فوقعت حرب عظيمة بينه وبين أويس فألقى القبض عليه وقتله ... وهذا ناشىء من تداخل الوقائع ... والقتل هنا ليس بصواب ... ففي المنهل الصافي : «بعد وفاة تندو سنة ٨٢٢ ه‍ أقيم ابنها أويس بن شاه ولد فقتله أصبهان في المعركة بعد سبع سنين من ولايته ، فأقيم بعده أخوه السلطان محمد بن شاه ولد (٢) وبقي بتستر (شوشتر) ست سنين ، ومات فملك بعده السلطان حسين ...» ا ه (٣).

ومثله جاء في الشذرات وفي الضوء اللامع ، فلا مجال لقبول حادث قتله في التاريخ المذكور.

__________________

(١) الغياثي ص ٢٠٨.

(٢) هو السلطان محمد ، كان حاكم البصرة ، وله نقود ذكرها أحمد توحيد في (مسكوكات قديمة إسلامية قتالوغي) في ص ٤٦٨ وهو من الجلايرية ولكنه عده من قراقوينلو وليس بصواب.

(٣) المنهل الصافي.

٦٧

حوادث الحلة

بين خفاجة وربيعة :

في هذا التاريخ وقعت الحرب بين قبائل ربيعة ، فاستنجدوا بقبيلة خفاجة ، وكان أميرها إذ ذاك عذرة (عذرا) ... فوصل إلى الحلة ، طمع فيها لما رأى فيها من أموال وخلوها من حاكم ذي شوكة ومنعة ... فحاصرها واستولى عليها يوم السبت ١٧ المحرم سنة ٨٢٤ ه‍ فانتهبها وقتل منها جماعة وتساقط أهل البلد خوفا منه ، وخرجوا إلى الجانب الآخر ...

جرى ذلك كله والشاه محمد ببغداد لا يبدي حراكا (١) ...

ربيعة :

هذه القبيلة قديمة في العراق. قال ابن خلدون : «أما ربيعة فجازوا بلاد فارس وكرمان ، فهم ينتجعون هنا لك ما بين كرمان وخراسان. وبقيت بالعراق منهم طائفة ينزلون البطائح والسيب إلى الكوفة ، ومنهم بنو صياح (٢) (مياح) ومعهم لفائف من الأوس والخسرج ، فأمير ربيعة اسمه الشيخ ولي ، وعلى الأوس والخسرج طاهر بن خضر ...» ا ه (٣).

ولا تزال ربيعة تسكن العراق ، ومنها مياح ، والسراي (السراج) ، وبنو عمير ، وتساكنها قبائل عدنانية أخرى مثل كنانة وكعب. وإمارتها في (تغلب) ولا تزال محتفظة بنخوتها (تغالبة) ، وأمير ربيعة اليوم محمد بن

__________________

(١) الغياثي ص ٢٢٨.

(٢) كذا وصوابه مياح بالميم ، وهو غلط ناسخ.

(٣) تاريخ ابن خلدون ج ٦ س ١٢.

٦٨

حبيب الأمير ، ومواطنهم في لواء الكوت وفي صدر الغراف ...

قبيلة خفاجة :

من قبائل العراق القديمة ، مواطنها في أنحاء المنتفق ، في قضاء الشطرة وتفرق منها جماعات كبيرة ، وصغيرة في جهات أخرى كالحلة وكربلاء وبغداد وديالى. قال ابن خلدون : «وكان من بني عقيل خفاجة بن عمر بن عقيل. انتقلوا إلى العراق ، فأقاموا به ، وملكوا ضواحيه ، وكانت لهم مقامات وذكر ، وهم أصحاب صولة وكثرة ، والآن هم ما بين دجلة والفرات ...» ا ه (١).

وجاء في السمعاني : «خفاجة اسم امرأة. هكذا ذكره لي أبو أربد الخفاجي في برية السماوة ، ولد لها أولاد وكثروا ، وهم يسكنون بنواحي الكوفة ، وكان أبو أربد يقول : يركب منا على الخيل أكثر من ثلاثين ألف فارس سوى الركبان والمشاة ، لقيت منهم جماعة كثيرة ، وصحبتهم. والمشهور بالانتساب إليهم الشاعر المفلق أبو سعيد الخفاجي ، وكان يسكن حلب ، وشعره مما يدخل الأذن بغير إذن» ا ه.

ويعدون الآن في عداد الأجود من قبائل المنتفق ، واليوم قبيلتهم قوية ... لكنها لم تكن لها الرياسة كما عينها المؤرخون. قال ابن بطوطة : «سافرت ـ من النجف ـ إلى البصرة صحبة رفقة كبيرة من عرب خفاجة ، وهم أهل تلك البلاد ، ولهم شوكة عظيمة ، وبأس شديد ولا سبيل للسفر في تلك الأقطار إلا في صحبتهم ...» ا ه (٢).

والحالة القبائلية عندنا متبدلة جدا ، فلا تقف عند وضع ورئيسهم اليوم صقبان آل علي ، وفي الحلة قسم كبير منهم لا يزالون أصحاب سلطة ومكانة كبيرة ... ورئيسهم إبراهيم آل سماوي.

__________________

(١) العبر ج ٦ ص ١٢.

(٢) تحفة النظار : ابن بطوطة ج ١ ص ١٠٨.

٦٩

أبو علي في الحلة :

ثم دخل الحلة شخص من الأنبار يقال له (أبو علي) ، كان جرائحيا ، وله بسطة في بغداد ، وكان فارسا جلدا ، وله أخ اسمه ناصر الدين على ما جاء في رسالة من عند السلطان أويس إلى عذرة أمير خفاجة مقررا له مالا على حفاظ بلد الحلة ، فوجده قد فعل ما فعل ، وأقام أبو علي مع نائب الأمير عذرة لاستيفاء المال المقرر فشرعوا في بيع ما يخلف من الثمرة العتيقة ، فلما استوفى نائب عذرة المال توجه إلى أميره ، وحكم أبو علي الحلة ، وكان حسن السيرة ، واستمر مدة ثلاثة أشهر وعشرين يوما ، وحاكم بغداد إذ ذاك الشاه محمد.

وفيات

عبد الملك البغدادي :

هو عبد الملك بن سعيد بن الحسن نظام الدين الدربندي الكردي البغدادي الشافعي ، ولد في شعبان سنة ٧٤٩ ه‍ سمع ببغداد على أصحاب الحجار ، صحب النور عبد الرحمن الأسفراييني البغدادي ، وتخرج به ، وتسلك ولازم الخلوة كثيرا ، ودخل دمشق ، وتردد لمكة مرارا ، وجاور فيها غير مرة ، وتوجه منها إلى اليمن في أول سنة ٨١٦ ه‍ وعاد منها إلى مكة في منتصف التي تليها ، وأقام بها حتى مات غير أنه توجه لزيارة المدينة في بعض السنين وعاد منها ، وباشر في مكة وقف رباط السدرة بعفة وصيانة ووقف كتبه بها ، وحدث. سمع منه الطلبة.

وكان عالما صالحا ... له إلمام بالفقه وطريق الصوفية ، ويذاكر بأشياء حسنة من أخبار المغل وولاة العراق المتأخرين. مات في جمادى الأولى سنة ٨٢٤ ه‍ بمكة ودفن بالمعلاة (١).

__________________

(١) الضوء اللامع ج ٥ ص ٨٤.

٧٠

وأصحاب الحجار منهم الحسن بن سالار راجع المجلد الثاني.

حوادث سنة ٨٢٥ ه‍ ـ ١٤٢٢ م.

القضاء على أمراء بغداد وأعيانها :

كان السلطان أويس (١) الجلايري حين توجه إلى بغداد قد أرسله الأمراء والأكابر في بغداد ، فعلم الشاه محمد بالجميع ، وقبض على جماعة منهم فقتلهم يوم الأحد ١١ جمادى الأولى سنة ٨٢٥ ه‍ وبينهم وزيره الخواجة مسعود ، فكانت المصيبة كبيرة ، ومؤلمة جدا ...

الأمير درسون في الحلة :

وهذا الأمير توجه من تلقاء نفسه إلى الحلة دون أن يأمره الشاه محمد ، وكان أمير الديوان ، فسار ومعه أربعمائة فارس ، فخرج أبو علي ، ودخل هو في ذي القعدة سنة ٨٢٥ ه‍ (٢).

حوادث سنة ٨٢٦ ه‍ ـ ١٤٢٣ م

السلطان أويس ـ هجومه على العراق :

في السنة السابقة توجه ميرزا إبراهيم بن شاه رخ من شيراز إلى تستر ، ولما سمع به السلطان أويس ، وعلم أنه لا طاقة له به تركها ، فاحتلها الميرزا ، ومن ثم مضى أويس إلى واسط والجزائر ، ومن هناك جاء إلى الحلة ، فوصل إليها يوم الاثنين ٤ رجل سنة ٨٢٦ ه‍ وكان بها

__________________

(١) جاء غلطا السلطان حسين كما يتوضح من الوقائع التالية.

(٢) الغياثي ص ٢٦٨ وفيه تعداد أسماء المقتولين.

٧١

الأمير درسون ، ودخل عسكر السلطان وقد قطع الجسر ولم يتغير على البلد شيء.

أما درسون فقد توجه إلى تبريز ذاهبا إلى الأمير اسكندر ، ولم يعرج إلى بغداد ، لما رأى من لينة الشاه محمد وركة حاله ... ثم إن السلطان أويس طمع في بغداد ، فتوجه من الحلة إليها ، وحاصرها من الجانب الغربي ، فلم يقدر عليها ، ورجع إلى الحلة ... حكم بها مدة سنة ، وتوفي يوم الأربعاء ٩ شعبان ٨٢٧ ه‍ ... وكان وزيره تاج الدين بن حديد من أهل الحلة ، وتوفي هذا يوم الجمعة ٤ ربيع الآخر سنة ٨٢٨ ه‍ (١).

الفاضل الأسدي :

هو الشيخ أبو عبد الله المقداد بن عبد الله السيوري الحلي الأسدي. كان عالما فاضلا متكلما. له كتب منها :

١ ـ شرح نهج المسترشدين في أصول الدين.

٢ ـ كنز العرفان في فقه القرآن.

٣ ـ التنقيح الرائع في شرح مختصر الشرائع.

٤ ـ شرح الباب الحادي عشر.

٥ ـ شرح مبادىء الأصول.

٦ ـ الأسئلة المقدادية.

__________________

(١) الغياثي ص ٢١١ ورد فيه السلطان أويس ، ثم كرر السلطان محمدا ، وجاء في أحسن التواريخ أنه السلطان محمود مع أنه توفي سنة ٨١٩ ه‍ ، والصواب السلطان أويس لما مر من النصوص ... إلا أن في تاريخ الوفاة نظر ، ولم نجد من المعاصرين العراقيين من قطع في تاريخ الوفاة وفي الأنباء والضوء اللامع ما يخالف ذلك.

٧٢

٧ ـ الاعتماد في شرح واجب الاعتقاد. وطبع باسم (منهج السداد) سهوا.

والأخيران ذكرهما صاحب الذريعة إلى تصانيف الشيعة (١). وهو من تلاميذ الشهيد وفخر المحققين. وترجمته مبسوطة في روضات الجنات (٢). توفي يوم الأحد ٢٦ جمادى الآخرة سنة ٨٢٦ ه‍ ، أرخ وفاته تلميذه الشيخ حسن بن راشد الحلي. ذكره في الذريعة وممن أخذ عنه الشيخ أحمد بن فهد الحلي.

ملحوظة :

الشهيد هو محمد بن مكي العاملي الجزيني من الشيعة الاثني عشرية ، عالم مشهور بالشهيد الأول ، وله اللمعة في الفقه معروفة ، طبعت على الحجر في إيران. وكان قد جاء ذكره في الأنباء ، وفي الشذرات بنعت (العراقي النصيري) ظننت أنه غير الشهيد ، وهو لم يكن نصيريا ولا عراقيا ، فاقتضى تصحيح ما جاء هناك ، ويعد من الواردين إلى العراق والآخذين عن علمائه (٣) ...

__________________

(١) ج ٢ ص ٩٢ و ٢٣١.

(٢) ص ٥٦٦.

(٣) راجع تاريخ العراق ج ٢.

وكنت صححت ما جاء فيه فعلق الأستاذ مصطفى جواد أن علماء الشيعة هم الذين أفتوا بقتله. ذكر ذلك في كتاب مفصل أرسله إليّ ، وبهذا أكد ما قيل سابقا. وهنا النصوص تكون موضوع البحث وتناقش علميا ، وجاءت ترجمته في روضات الجنات موسعة. ومحل ذلك (التاريخ العلمي).

٧٣

حوادث سنة ٨٢٧ ه‍ ـ ١٤٢٤ م

السلطان حسين بن علاء الدولة في الحلة :

هو ابن علاء الدولة ابن السلطان أحمد الجلايري ، ولد في سجن عادل جواز وتربى هناك وكانت أمه من الجغتاي. عاش عند الأمير عثمان البايندري ، فطلبه السلطان محمد (١) قبل وفاته بأربعة أشهر. فلما توفي حكم السلطان حسين بالحلة في أول نهار الجمعة ١٠ شعبان سنة ٨٢٧ ه‍ ، وهو آخر سلاطين الجلايرية ، وكان سيىء السيرة ، فاسقا ... (٢) ولكن هذا التاريخ مضطرب لما سيأتي من وقائع ...

ومن هذا ـ إن صح الخبر ـ إن السلطان أويس توفي قبل هذا التاريخ فخلفه أخوه السلطان محمد وبوفاة هذا ولي السلطان حسين ...

حوادث سنة ٨٢٨ ه‍ ـ ١٤٢٥ م

الأمير أسپان ـ بغداد :

من حين توفي قرا يوسف توجه الأمير أسپان إلى شاه محمد في بغداد وهذه المدينة من ذلك الوقت تمزقت أشلاؤها ، وتوزعت سلطتها ، وتفرقت بيد الكثيرين ، فأقام الأمير أسپان في الجانب الغربي بعمارة السلطان أحمد فرأى أحوال شاه محمد لم تجر على سداد وروية ، فاغتنم الفرصة ، وتوجه إلى الدجيل وكانت هذه المقاطعة لميرزا علي بن شاه محمد ، فشكاه عند والده فعوضه بغيرها وقال له لا أنازع أخي.

ثم توجه الأمير أسپان إلى حربي ، وكانت لزينل ابن ميرزا علي فأخذها وجعلها مقرا له ، وجبى أموال الدجيل إلى تكريت فلم يعارضه

__________________

(١) السلطان محمد هو حاكم البصرة ، وهذا ولي بعد وفاة السلطان أويس.

(٢) الغياثي ص ٢١١.

٧٤

أحد ، وقد وقف عند هذا الحد ، إلا أنه دخل الحمام يوما بحربي ففاجأه ميرزا علي وكبسه في وسط الحمام ، فهرب أسپان ، وصعد إلى سطح الحمام ، وجمع عسكره وساق على الميرزا ففر منه ، وعبر (الشريعة الجديدة) ، وتوجه إلى بغداد.

أما أسپان فقد عبر دجلة ، ومضى إلى أنحاء الخالص ، وتجاوز ديالى ، فاستولى على طريق خراسان ، ومهروذ ، وتصرف بأموالها ... وشاه محمد في هذه الحالة أيضا ساكت عنه ، قال : البلدة تكفينا ، ولتكن الولاية (الأعمال والمضافات) لأخي ، ولكن الميرزا عليا يتحفز للوثوب على الأمير أسپان ، فخرج يوما إلى حدود بعقوبة ، وكان أسپان قد سار إلى جصان وترك (الزاهد) ببعقوبة فعبر شط ديالى ، وكبس الزاهد فهرب إلى جصان ، وقتل ميرزا علي جماعة ، ونهب مقدارا وافرا من الخيل والأمتعة ، وهتكت نفوس كثيرة من الجانبين ، فرجع ولم يخرج بعدها ...

واستمرت هذه الحوادث إلى سنة ٨٢٩ ه‍.

ملحوظة :

ورد أسپان بلفظ (أصبهان) كما في الأنباء والشذرات ، وفي جامع الدول بين أن أصل اسمه (أسبهان) فخفف إلى (أسپان) وسماه بعضهم أصفهان وآخرون (أسبند) ...

الطاعون :

في هذه السنة وقع طاعون عام ، وعظيم في الموصل وديار بكر والجزيرة (١) ...

__________________

(١) أنباء الغمر.

٧٥

وفيات

١ ـ ابن الفصيح :

هو أحمد بن عبد الرحيم بن أحمد الفصيح الكوفي الأصل ثم البغدادي ، ثم الدمشقي ، شهاب الدين نزيل القاهرة. كان جده من أهل العلم والطلب للحديث ، وحدث أبوه بالسنن الكبرى للنسائي ، وتفرد بها عن ابن المرابط بالسماع ، وكان حنفي المذهب (١) ...

٢ ـ فضل الله البغدادي :

هو فضل الله بن نصر الله بن أحمد التستري الأصل البغدادي الحنبلي ، أخو قاضي الحنابلة محب الدين ، كان قد خرج من بلاده مع أبيه وأخوته ، وطاف هو البلاد ، ودخل اليمن ، ثم الهند ، ثم الحبشة ، وأقام بها دهرا طويلا ثم رجع إلى مكة ، فالقاهرة (٢).

٣ ـ ابن عنبة : (مؤرخ)

السيد جمال الدين أحمد بن علي بن الحسين بن علي بن المهنا بن عنبة الأصغر الحسني وهو النسابة المعروف ، توفي ٧ صفر ٨٢٨ ه‍ في بلدة كرمان (٣) ومن مؤلفاته :

١ ـ عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب. طبعت مرارا في الهند. ومنها نسخ خطية عديدة. وهي من الآثار التاريخية ، وعليها عولنا في وقائع كثيرة لم نجد في غيرها إيضاحا أزيد منها وقد مر النقل عنها.

٢ ـ أنساب آل أبي طالب. فارسي للمؤلف. طبع على الحجر ...

__________________

(١) الضوء اللامع ج ٦ ص ١٧٣ والأنباء.

(٢) الآثار الجلية في الحوادث الأرضية.

(٣) ونسب المؤلف مذكور في ص ١١١ من عمدة الطالب الطبعة الأولى لكنو في الهند.

٧٦

والعمدة من الكتب المعتبرة ، وهي من المراجع المهمة في عصره لما احتوته من التفصيلات القيمة عن حوادث العراق وفي كشف الظنون تفصيل زائد عنها ... والنسخة المطبوعة غير مأمونة الخطأ ... ويجب أن تستحق كل عناية ، واهتمام في تصحيحها والتحري عن نسخها القديمة ... فتطبع ...

حوادث سنة ٨٣٠ ه‍ ـ ١٤٢٧ م

أحوال العراق :

إن شاه محمد لن يتجاوز حكمه بغداد ، وقد استولى الأمير أسپان على كافة الأنحاء والأطراف المجاورة ، كان مهددا بالوقيعة ، وغافلا عما يجري ... وقد روجعت تواريخ عديدة عن هذه الأيام ، فلم نظفر بطائل ... وقد عين صاحب (منتخب التواريخ) في هذه السنة انتزاع بغداد من شاه محمد واستيلاء الأمير أسپان عليها ... وهذا ليس بصواب ، فإنه ابتلع رقم ستة فانقلب الحادث إلى هذه السنة ، وكل التواريخ تخالفه ، وفي أصله وهو (لب التواريخ) جاء أن الحادث كان في سنة ٨٣٦ ه‍ (١) ، فهذا غلط ناسخ قطعا ، وإن حكم شاه محمد كان ٢٣ عاما فلا يأتلف والتاريخ المذكور.

السلطان أويس ـ بغداد :

في هذه السنة سار أويس إلى بغداد لمحاربة محمد شاه بن قرا يوسف فقتل في الحرب ، ولم يبق منهم من ولي الإمارة غير السلطان محمد بن شاه ولد صاحب البصرة ... وبعض المؤرخين جعل هذه الواقعة متداخلة في واقعة سنة ٨٢٤ ه‍ ، والصواب أن هذه على حالها ، وهي غير ذلك ... وفي الأنباء عين أنه في الواقعة الأولى لم يمت ،

__________________

(١) لب التواريخ ص ٢١٤.

٧٧

وإنما قتل في هذه المرة وفي تاريخ الجنابي : «فلما قرب ـ السلطان محمد (حاكم البصرة) ـ من الموت عهد بالمملكة إلى حسين بن علاء الدولة بن أحمد بن أويس ...» (١) ا ه ، وقد أكد في الضوء اللامع أن السلطان أويس قتل في هذه السنة في حرب بينه وبين محمد شاه نقلا من الأنباء ، فخلفه السلطان محمد الجلايري. وهذا خلفه السلطان حسين بن علاء الدولة كما تقدم.

والاضطراب في هذه النصوص ظاهر ، وكذا ما جاء في حوادث سنة ٨٢٧ ه‍ ... وصاحب الأنباء من المعاصرين ، وصاحب الضوء اللامع أخذ عنه وعن أهل العصر ... وأيد قولهما ما نقله صاحب المنهل الصافي. في ترتيب أمرائهم ...

حوادث سنة ٨٣١ ه‍ ـ ١٤٢٧ م

آل فضل : (الأمير عذرا)

في هذه السنة قتل عذرا بن علي بن نعير بن حيار أمير العرب ، واستقر بعده أخوه مدلج. كذا في الأنباء. وعين صاحب الضوء أنه قتل في المحرم (٢) ...

حوادث سنة ٨٣٢ ه‍ ـ ١٤٢٨ م

حروب ومعارك :

كان القتال بين شاه رخ والأمير اسكندر ، وكان جهان شاه في جانب أخيه الاسكندر فنشبت المعارك ظاهر سلماس يوم السبت ١٧ ذي الحجة لهذه السنة ، وأبدى الأمير اسكندر في هذه الوقائع من الشجاعة

__________________

(١) تاريخ الجنابي ، والشذرات ، والضوء اللامع ج ٢ ص ٣٢٤ والأنباء.

(٢) أنباء الغمر ، والضوء اللامع ج ٥ ص ١٤٦.

٧٨

ما يفوق التصور ، إلا أنه لم ينجح فهرب في آخر أمره إلى جهات الروم ... وكان قرا عثمان في جانب شاه رخ ... والعراق بنجوة من هذه الحروب ، ولكنه بانتظار ما تولده الليالي ... (١) وهذه الحروب كانت بين الرؤساء ، والبلاد تدخل في حوزة الغالب الرابح لقضيته ...

حوادث سنة ٨٣٣ ه‍ ـ ١٤٢٩ م

زلزال :

في هذه السنة حدث زلزال في واسط (٢).

حروب واضطرابات :

كانت الحروب في هذه السنة مشتعلة بين الأمير اسكندر ، وشاه رخ ، وكذا بين البارانية والبايندرية ، فلا انقطاع ولا هوادة ... وتفصيل ذلك لا يهم العراق (٣).

أمير العرب :

في هذه السنة قتل مدلج بن علي بن محمد (نعير) بن حيار بن مهنا أمير العرب وليها بعد أخيه عذرا ، وقتل في شوال سنة ٨٣٣ ه‍ عن بضع وعشرين سنة ، ودفن بشمالي جبرين ... ذكره ابن خطيب الناصرية مطولا ولخصه صاحب الأنباء ، فقال : أمير آل فضل ، كان قد ولي أمر العرب بعد أخيه ودخل في الطاعة ، ثم وقع بينه وبين ابن عمه قرقماس قاتل أخيه عذرا فقتل هذا أيضا (٤).

__________________

(١) جامع الدول وأنباء الغمر ج ٢.

(٢) الآثار الجلية في الحوادث الأرضية.

(٣) أنباء الغمر ج ٢.

(٤) الضوء اللامع ج ١٠ ص ١٥٠.

٧٩

وفيات

١ ـ القاضي تقي الدين يحيى البغدادي :

ابن العلامة شمس الدين محمد بن يوسف الكرماني البغدادي (١) ولد في رجب سنة ٧٦٢ ه‍ ـ ١٣٦٢ م وسمع من أبيه وغيره ، نشأ ببغداد وشارك في عدة علوم ، وقدم القاهرة هو وأخوه في حدود الثمانمائة وكانا قد فرا من تيمور حين طرق بغداد ، وحدثا بشرح أبيهما على صحيح البخاري المسمى ب (الكواكب الدراري) (٢) فابتهج الناس ، وكتبت منه نسخ عديدة ، وعرف تقي الدين هذا بالفضيلة وتقرب غاية التقرب من السلطان شيخ في حال إمارته وسلطنته ، وكان عالما فاضلا ، شرح البخاري وسماه (مجمع البحرين وجواهر الحبرين (٣) وشرح صحيح مسلم ، واختصر الروض الأنف ، وله مصنف في الطب وغير ذلك. توفي بالقاهرة في الطاعون يوم الخميس ٨ جمادى الآخرة (٤)

وفي الضوء اللامع تفصيل حياته ، وأهم ما فيها ذكر شيوخه علماء ذلك العصر في بغداد ، ولا نرى الآن تراجم للكثيرين منهم ... وهم :

١ ـ الجلال أسعد بن محمد بن محمود الحنفي ، أحد تلامذة والده.

٢ ـ الشمس محمد بن سعيد المالكي.

٣ ـ الشمس الرازي الكاتب.

٤ ـ اليزدي.

__________________

(١) ترجمة والده في تاريخ العراق ج ٢.

(٢) كشف الظنون.

(٢) كشف الظنون.

(٣) الشذرات ج ٧ والمنهل الصافي ، والضوء اللامع ج ١٠ ص ٢٥٩.

٨٠